خطـــــــــــــــــــــورة الدعاء على النفس أو الغير
إنٌ من الأمور المهمة التي ينبغي أن يراعيها المسلم في دعائه أن يكون متبصٌرا بما يدعو ... به
و يطلبه من ربٌه سبحانه و تعالى، غير مستعجل و لا متسرع فيما يطلب و يسأل،
بل ينبغي أن يتدبر في أموره حقٌ التدبٌر،ليتحقق ما هو خير حقيق بالدعاء به،
و ما هو شرٌ جدير بالاستعاذة منه،
و ذلك أن كثيرا من الناس عند غضبه و تضجره و حصول الأمور المزعجة له
قد يدعو على نفسه أو ولده أو ماله بما لا يسرٌه تحققه و حصوله،
و هذا ناشئ عن تسرٌع الإنسان و عجلته و عدم نظره في العواقب،
يقول الله تعالى:{و يدع الإنسان بالشٌرٌ دعاءه،بالخير و كان الإنسان عجولا} [الاسراء:11]
أي يسارع إلى طلب ما يخطر بباله، متعاميا عن ضرره و سوء عواقبه،
و إنٌما يحمل الانسان على ذلك عجلته و قلقه،
و لهذا قال تعالى:{وكان الانسان عجولا}
و إنٌ من أبلغ ما يكون خطرا و أشدٌ ما يكون ضررا في هذا المقام
الدعاء على النفس بالهلاك أو العذاب أو دخول النار أو الحرمان من دخول الجنة أو نحو ذلك،
و هذا لا يفعله إلا من بلغ الغاية في السٌفة و النهاية في الغيٌ
كما حكى الله ذلك عن الكفار المعرضين عن دعوة الرسل المعرضين لدعوتهم كقولهم:
{اللٌهم إن كان هذا هو الحقٌ من عندك فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}[الانفال:32]
و قولهم:{فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصٌادقين}[الاعراف70]
إلى غير ذلك ممٌا حكى الله عنهم،
مما يدٌل على تمام جهلهم وعظم غيٌهم و سفههم إعراضهم و صدودهم.
{ فقه الادعية و الاذكار ص485 }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }