الصبر ضياء
..............
الصَّبرُ ضِيَاءٌ : الصبر: حبس النفس عما يجب الصبر عنه وعليه،
قال أهل العلم: والصبر ثلاثة أنواع:
الأول: صبر عن معصية الله: بمعنى أن تحبس نفسك عن فعل
المحرّم حتى مع وجود السبب.
ومثاله: رجل حدثته نفسه أن يزني - والعياذ بالله -
فمنع نفسه، فنقول: هذا صبر عن معصية الله.
وكما جرى ليوسف عليه السلام مع امرأة العزيز، فإن امرأة العزيز
دعته إلى نفسها - والعياذ بالله - في حال هي أقوى ما يكون للإجابة،
لأنها غلّقت الأبواب وقالت: هيت لك، أي تدعوه إلى نفسها،
فقال: إنه ربي - أي سيدي _ أحسن مثواي إنه لايفلح الظالمون،
يعني فإن خنته في أهله فأنا ظالم،
ومن شدة الإلحاح همَّ بها كما قال الله عزّ وجل :
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ) (يوسف: الآية24)
ولم يفعل مع قوة الداعي وانتفاء الموانع، فهذا صبر عن معصية الله .
وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلّهم الله
في ظله يوم لاظلّ إلا ظله، وذكر منهم:
"رَجُلاً دَعَتْهُ امرأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ"
الثاني: صبر على طاعة الله: بأن يحبس الإنسان نفسه على الطاعة
كرجل أراد أن يصلي، فدعته نفسه إلى الكسل، أو إلى الفراش،
أو إلى الطعام الذي ليس بحاجة إليه،أو إلى محادثة الإخوان،
ولكنه ألزم نفسه بالقيام للصلاة، فهذا صبر على طاعة الله.
الثالث: صبر على أقدار الله: فإن الله تعالى يقدر للعبد ما يلائم الطبيعة وما لايلائم،
والذي لايلائم يحتاج إلى صبر، بأن يحبس نفسه عن التسخّط القلبي
أو القولي أو الفعلي إذا نزلت به مصيبة.
فإذا نزل بالعبد مصيبة فإنه يحبس قلبه عن التسخط القلبي،
وأن يقول إنه يرضى عن ربه عزّ وجل.
والتسخط اللساني: بأن لايدعو بالويل والثبور كما يفعل أهل الجاهلية.
والتسخط الفعلي: بأن لايشق الجيوب، ولايلطم الخدود، وما أشبه ذلك .
فهذا نسميه صبر على أقدار الله مع أنه كره أن يقع هذا الحادث.
وهناك مرتبة فوق الصبر وهي الرضا بأقدار الله، والرضا بأقدار
الله أكمل حالاً من الصبر على أقدار الله.
والفرق: أن الصابر قد تألّم قلبه وحزن وانكسر، لكن منع نفسه من الحرام.
والراضي: قلبه تابع لقضاء الله وقدره، فيرضى ما اختاره الله له ولايهمّه،
فهومتمشٍّ مع القضاء والقدر إيجاباً ونفياً.
ولهذا قال أهل العلم: إن الرضا أعلى حالاً من الصبر،
وقالوا: إن الصبر واجب والرضا مستحب.
وأي أنواع الصبر الثلاثة أفضل؟
نقول: أما من حيث هو صبر فالأفضل الصبر علىالطاعة،
لأن الطاعة فيها حبس النفس، وإتعاب البدن.
ثم الصبر عن المعصية، لأن فيه كفُّ النفس عن المعصية ثم
الصبر على الأقدار، لأن الأقدار لاحيلة لك فيها، فإما أن
تصبر صبر الكرام، وإما أن تسلو سُلُوَّ البهائم وتنسى المصيبة،
..............
الصَّبرُ ضِيَاءٌ : الصبر: حبس النفس عما يجب الصبر عنه وعليه،
قال أهل العلم: والصبر ثلاثة أنواع:
الأول: صبر عن معصية الله: بمعنى أن تحبس نفسك عن فعل
المحرّم حتى مع وجود السبب.
ومثاله: رجل حدثته نفسه أن يزني - والعياذ بالله -
فمنع نفسه، فنقول: هذا صبر عن معصية الله.
وكما جرى ليوسف عليه السلام مع امرأة العزيز، فإن امرأة العزيز
دعته إلى نفسها - والعياذ بالله - في حال هي أقوى ما يكون للإجابة،
لأنها غلّقت الأبواب وقالت: هيت لك، أي تدعوه إلى نفسها،
فقال: إنه ربي - أي سيدي _ أحسن مثواي إنه لايفلح الظالمون،
يعني فإن خنته في أهله فأنا ظالم،
ومن شدة الإلحاح همَّ بها كما قال الله عزّ وجل :
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ) (يوسف: الآية24)
ولم يفعل مع قوة الداعي وانتفاء الموانع، فهذا صبر عن معصية الله .
وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلّهم الله
في ظله يوم لاظلّ إلا ظله، وذكر منهم:
"رَجُلاً دَعَتْهُ امرأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ"
الثاني: صبر على طاعة الله: بأن يحبس الإنسان نفسه على الطاعة
كرجل أراد أن يصلي، فدعته نفسه إلى الكسل، أو إلى الفراش،
أو إلى الطعام الذي ليس بحاجة إليه،أو إلى محادثة الإخوان،
ولكنه ألزم نفسه بالقيام للصلاة، فهذا صبر على طاعة الله.
الثالث: صبر على أقدار الله: فإن الله تعالى يقدر للعبد ما يلائم الطبيعة وما لايلائم،
والذي لايلائم يحتاج إلى صبر، بأن يحبس نفسه عن التسخّط القلبي
أو القولي أو الفعلي إذا نزلت به مصيبة.
فإذا نزل بالعبد مصيبة فإنه يحبس قلبه عن التسخط القلبي،
وأن يقول إنه يرضى عن ربه عزّ وجل.
والتسخط اللساني: بأن لايدعو بالويل والثبور كما يفعل أهل الجاهلية.
والتسخط الفعلي: بأن لايشق الجيوب، ولايلطم الخدود، وما أشبه ذلك .
فهذا نسميه صبر على أقدار الله مع أنه كره أن يقع هذا الحادث.
وهناك مرتبة فوق الصبر وهي الرضا بأقدار الله، والرضا بأقدار
الله أكمل حالاً من الصبر على أقدار الله.
والفرق: أن الصابر قد تألّم قلبه وحزن وانكسر، لكن منع نفسه من الحرام.
والراضي: قلبه تابع لقضاء الله وقدره، فيرضى ما اختاره الله له ولايهمّه،
فهومتمشٍّ مع القضاء والقدر إيجاباً ونفياً.
ولهذا قال أهل العلم: إن الرضا أعلى حالاً من الصبر،
وقالوا: إن الصبر واجب والرضا مستحب.
وأي أنواع الصبر الثلاثة أفضل؟
نقول: أما من حيث هو صبر فالأفضل الصبر علىالطاعة،
لأن الطاعة فيها حبس النفس، وإتعاب البدن.
ثم الصبر عن المعصية، لأن فيه كفُّ النفس عن المعصية ثم
الصبر على الأقدار، لأن الأقدار لاحيلة لك فيها، فإما أن
تصبر صبر الكرام، وإما أن تسلو سُلُوَّ البهائم وتنسى المصيبة،
منقوووول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }