السبت، 28 يوليو 2012

اجر كأجر الحاج المحرم


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجره كأجر الحاج المحرم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير ألأنام ومصباح الظلام وعلى آله وصحبه الكرام
أما بعد :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" إِنَّ اللهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي, أَيْنَ جِيرَانِي؟
قَالَ: فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ:
رَبَّنَا! وَمَنْ يَنْبَغِيَ أَنْ يُجَاوِرَكَ؟

فَيَقُولُ: أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ"(1).

وعمار المساجد هنا هم الذين يحافظون على الصلوات وذكر الله وطلب العلم فيها.
ومن صور عمارة السلف للمساجد: 
قال ابن جريج:
كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاة. 
وقال سعيد بن المسيب:
ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد.
وقال ربيعة بن زيد:
ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضا أو مسافرا. 
وقال يحيى بن معين:
لم يفت الزوال في المسجد يحيى بن سعيد أربعين سنة.

وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ"(2).

خَرَجَ:
أي إلى المسجد، 
الصلاة المكتوبة:
أي صلاة الفريضة، (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، والعشاء) قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود":
تسبيح الضحى:
أَيْ صَلَاة الضُّحَى،
لَا يُنْصِبهُ:
أَيْ لَا يُخْرِجهُ وَلَا يُزْعِجهُ إِلَّا تسبيح الضحى،
فِي عِلِّيِّينَ:
فِيهِ إِشَارَة إِلَى رَفْع دَرَجَتهَا وَقَبُولهَا. 
قَالَ تَعَالَى: 

{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ . وَمَا أَدْرَاك مَا عِلِّيُّونَ . كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}

وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، 
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 

"ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِي وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ الله الجَنَّةَ: رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ،
وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ،
وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ(3).

قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود":
(ثَلَاثَة كُلّهمْ ضَامِن عَلَى اللَّه):
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَاهُ مَضْمُون 
(خَرَجَ غَازِيًا):
أَيْ حَال كَوْنه مُرِيدًا لِلْغَزْوِ
(وَرَجُل رَاحَ):
أَيْ مَشَى 
(وَرَجُل دَخَلَ بَيْته بِسَلَامٍ):
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: يَحْتَمِل وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا أَنْ يُسَلِّم إِذَا دَخَلَ مَنْزِله كَقَوْلِهِ تَعَالَى:

{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسكُمْ}

وَالْوَجْه الْآخَر أَنْ يَكُون أَرَادَ بِدُخُولِ بَيْته بِسَلَامٍ لُزُوم الْبَيْت مِنْ الْفِتَن يَرْغَب بِذَلِكَ فِي الْعُزْلَة وَيَأْمُر فِي الْإِقْلَال مِنْ الْمُخَالَطَة.

(1)
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده" ( 16 / 1 ) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 6 / 512 ).
(2)
أخرجه أبو داود (1/153 ، رقم 558) وحسنه الألباني (صحيح الجامع ، 6228).
(3)
أخرجه أبو داود (3/7 ، رقم 2494) ، وابن حبان (2/252 ، رقم 499) ، والطبرانى (8/99 ، رقم 7491) ، والحاكم (2/83 ، رقم 2400) وقال : صحيح الإسناد . والبيهقي (9/166 ، رقم 18319) . 
وأخرجه أيضًا : الطبراني فى الشاميين (2/408 ، رقم 1596) وصححه الألباني (المشكاة ، 727).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

Source : http://fr3st.blogspot.com/2012/05/add-shareaholic-sassy-bookmarks-to.html#ixzz1vjUMqRHf