هذه قصة رجل أسرف على نفسه بارتكاب الذنوب والموبقات حتى قتل مائة نفس ، وأي ذنب بعد الشرك أعظم من قتل النفس بغير حق ؟! ومع كل الذي اقترفه إلا أنه كان لا يزال في قلبه بقية من خير ، وبصيص من أمل يدعوه إلى أن يطلب عفو الله ومغفرته فخرج من بيته باحثاً عن عالم يفتيه ، ويفتح له أبواب الرجاء والتوبة ومن شدة حرصه وتحريه لم يسأل عن أي عالم ، بل سأل عن أعلم أهل الأرض ليكون على يقين من أمره فدُلَّ على رجل راهب والمعروف عن الرهبان كثرة العبادة وقلة العلم ، فأخبره بما كان منه فاستعظم الراهب ذنبه ، وقنَّطه من رحمة الله وازداد الرجل غيّاً إلى غيِّه بعد أن أُخْبِر أن التوبة محجوبة عنه ، فقتل الراهب ليتم به المائة ومع ذلك لم ييأس ولم يقتنع بما قال الراهب ، فسأل مرة أخرى عن أعلم أهل الأرض وفي هذه المرة دُلَّ على رجل لم يكن عالماً فحسب ولكنه كان مربياً وموجهاً خبيراً بالنفوس وأحوالها فسأله ما إذا كانت له توبة بعد كل الذي فعله فقال له العالم مستنكرا ومستغربا : ومن يحول بينك وبين التوبة ؟! وكأنه يقول : إنها مسألة بدهية لا تحتاج إلى كثير تفكير أوسؤال ، فباب التوبة مفتوح والله عز وجل لا يتعاظمه ذنب أن يغفره ، ورحمته وسعت كل شيء وكان هذا العالم مربيا حكيما ، حيث لم يكتف بإجابته عن سؤاله وبيان أن باب التوبة مفتوح بل دله على الطريق الموصل إليها ، وهو أن يغير منهج حياته ويفارق البيئة التي تذكره بالمعصية وتحثه عليها ، ويترك رفقة السوء التي تعينه على الفساد ، وتزين له الشر ويهاجر إلى أرض أخرى فيها أقوام صالحون يعبدون الله تعالى وكان الرجل صادقا في طلب التوبة فلم يتردد لحظة ، وخرج قاصدا تلك الأرض ولما وصل إلى منتصف الطريق حضره أجله ولشدة رغبته في التوبة نأى بصدره جهة الأرض الطيبة وهو في النزع الأخير فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ،كل منهم يريد أن يقبض روحه فقالت ملائكة العذاب : إنه قتل مائة نفس ولم يعمل خيراً أبدا وقالت ملائكة الرحمة إنه قد تاب وأناب وجاء مقبلا على الله فأرسل الله لهم ملكا في صورة إنسان وأمرهم أن يقيسوا ما بين الأرضين ، الأرض التي جاء منها ، والأرض التي هاجر إليها فأمر الله أرض الخير والصلاح أن تتقارب ، وأرض الشر والفساد أن تتباعد فوجدوه أقرب إلى أرض الصالحين بشبر ، فتولت أمره ملائكة الرحمة ، وغفر الله له ذنوبه كلها ((سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)) أخي أختي أبواب التوبة مفتوحة | ||
الاثنين، 3 ديسمبر 2012
التائب الى الله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }