حـال الـمُـسـلـمـيـن الـيـوم ( فـهمْ فـي أمْـرٍ مـريْـج ) .
كلمة [ مرْج ] من الخلائط , نقول : هنالك هرجٌ ومرج .
وقد خلق الله الجنّ .. من خلائط بعض أنواع النار , لذلك قال في سورة الرحمن 15 ( وخلق الجانّ من مّارجٍ من نارٍ ) وفي آية 27 من سورة الحجر , يقول ( من نار السّموم ) والسموم : هو نهاية لهب النار من الأعلى , ويكون أشد مناطق اللهب حرارة .
وقد وردت كلمة [ مرْج ] مرّتين في القرآن الكريم , في سورة الرحمن 19 ( مرْج البحرين يلتقيان * بينهما برزخٌ لا يبغيان ) .
وقال أيضاً في سورة الفرقان 53 ( وهـو الذي مـرْج البحرينِ هذا عذبٌ فراتٌ وهذا مِلحٌ اُجاجٌ وجعل بينهمـا برزخـاً ) والبرزخ : هو حاجز خفيف , يفصل بين الماء العذب .. والماء المالح , قال تعالى في سورة فاطر 12 ( وما يستوي البحرانِ هذا عذبٌ فراتٌ سائِغٌ شرابهُ وهذا مِلحٌ اُجاجٌ ) .
وجاءت كلمة [ المـرجـان ] في سورة الرحمن 22 ( يخرج منهُما اللؤلؤ والمرجان ) بعد الآية التي قالت [ مرْج ] لأن فيهِ طاقة برزخيّة إضافية , لكونهُ ينتج من مرج البحرين .
ونلاحـظ أنّ [ المَـرْج ] دومـاً فيهِ حـواجز [ برزخ ] وعـدم إندمـاج .
ومع الأسف .. نُلاحظ أنّ المسلمون اليوم قال تعالى عنهم في سورة ق 5 ( فهمْ في أمْرٍ مريْجٍ ) أي : ضاعت عليهم الأمور , وأختلطت , كيف ؟
مع أنّهـم من جنس واحـد , ويلتقون في وطن واحـد ، ويجمعهـم لسانٌ واحـد ، ودينٌ واحـد ، وقرآن واحد , مع ذلك .. نجـد بينهـم الحواجز [ البرزخ ] كما وصف الله تعالى البحرين في سورة الفرقان 53 ( وحِجْـراً محجـوراً ) .
يُكفّرون مَـنْ يشـاؤون ، ويلعنـون مَـنْ يكرهون ، كلٌّ منهـم يُقـرّر [ الفتوى والتقوى ] منْ وجْهة نظرهُ وحدهُ , مصداقاً لما جاء في سورة طه 135 ( كـلٌّ مُـتربّصٌ ) .
لذلك منع الله عنهـم فهـم القرآن الكريم , ولـو قرؤوه آلاف المـرّات ، لقولـه تعالى صراحـةً في سورة الزخرف 5 ( أَفَـنضْـرِبُ عنـكُـمُ الـذكْـر صـفـحاً أنْ كـنتـمْ قـومـاً مُسـرفين ) .
والله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }