مكة : أسم يخص الحرم المكي , ويمتدّ حوالي [ 13 ] كم حول المسجد الحرام .
تعتبر الكعبة مركزاً للحق في الارض , لذلك قال تعالى في سورة المائدة 97 ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناسِ ) والأتجاه نحو الكعبة في الصلوات من كل بقاع الأرض .. يجعل الكعبة في المركز , والمصلّـين من كل بقاع الأرض يُشكلون حلقات دائرية نحوها , فقال في سورة البقرة 150 ( ومن حيث خرجت فولّ وجهك شطْر ) أتجاه ( المسجد الحرام وحيث ما كنتم ) في أي مكان .. في الأسواق أو في العمل أو في السيارة ( فولوا وجوهكم شطرهُ ) في الصلاة وغير الصلاة للتزود بالطاقة الصادرة عنهُ [ نشرت موضوع بحث عن مصادر الطاقة سابقاً في إحدى ملاحظاتي ] وفي مكة تبدأ ليلة القدر .. وتنتهي فيها أيضاً , في مكة أول بيتٍ وضِع للناس , لأن اليوم يبدأ من هنا , وليس من خط طولٍ جغرافيٍ وهمي يقع في المحيط الهادي شرق جزر اوكلاند , فمكة هي أم القُرى .. وليس في المحيط الهادي .
وبما أنها تتوسط اليابسة وتعتبر مركزاً لها كما أثبت ذلك العالم المصري الدكتور المهندس [ حسين كمال الدين ] رئيس قسم الهندسة المدنية في جامعة الرياض 1977 .. فيمكن أعتبارها مركز الارض الجغرافي .
لقد تم تبنّـي توقيت عالمي مبدؤهُ مدينة [ غرينتش ] قرب لندن في بريطانيا , وذلك في المؤتمر الجغرافي الذي عقد عام 1887 فقد تم تقسيم العالم إلى 24 منطقة ساعيّة [ كل 15 درجة طول - ساعة واحدة ] وتم الاتفاق على تعريف الثانية بأنها [ 1 على 86400 جزء من اليوم ] وأتخذت وحدة أساسية للوقت .
مكة تقع على خط الطول الجغرافي [ 36 , 54 ] دقيقة من الدرجة شرقاً , أما على خط العرض .. فتقع [ 21 , 28 ] دقيقة من الدرجة شمالاً .
وقد ذُكرت مكة في القرآن الكريم بأسمها الصريح في سورة الفتح 21 ( وهو الذي كفّ أيديهم عنكم وأيديكم عنهم بِبطن مكّـة ) وذلك في صلح الحديبية .
وإذا تأملنا قوله تعالى في سورة المائدة 97 ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناسِ ) لبدآ لنا أن الكعبة هي أساس المنافع بالنسبة للناس عامّـة , وللمسلمين خاصّـة , وللحجاج منهم بوجه أخصّ , فقال تعالى في سورة الحجّ 28 ( ليشهدوا منافع لهم ) وأهم هذه المنافع هي الحنين للموطن الأصليّ , فلدى جميع الكائنات الحيّـة [ ومنها الإنسان ] حنينٌ عجيب لموطنها الأصليّ , فالسلاحف والطيور المُهاجرة مثلاً , كلها تعود لموطنها الأصلي بعد طول هجرةٍ .
فالناس في الحجّ والعمرة يذهبون إلى حيث يشدّهُم الحنين إلى الموطن الأول للإنسانية .. إلى مكة التي وصفها تعالى في سورتي الأنعام 92 والشورى 7 ( أمّ القُرى ) فمن موقع مكة أنتشرت الإنسانية في الأرض , وإلى هذا الموقع تعود بالحـجّ يشدّها الحنين إلى نقطة البدء هذه [ عودة الحلقات إلى المركز ] ولهذا قال تعالى في سورة البقرة 125 ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس ) مرجعاً يرجعون إليه ( وأمناً ) طلباً للأمن القليل المتواجد في بقاع الأرض , لذا يكفي إعلان الحج فقط .. حتى يتوافد الناس غير عابثين بالمشقة ومخاطر السفر وبُعد المسافة , فقال في سورة الحـجّ 27 ( وأذّنْ ) أي : أعلن , ومنهُ الأذان ( في الناس بالحجّ يأتوك ) فوراً مكتفين بالأذان فقط ( رجالاً ) مشاة على أرجلهم متحملين مشاق السير ( وعلى كل ضامرٍ ) ركوباً على الحيوانات الضامرة من طول السفر ( يأتين منْ كُلّ فجّ عميق ) دليل بعد المسافة من جهة , وتحملها من جهة آخرى بكلمة ( عميق ) دليلُ كرويْة الأرض .
والكعبة هي رمز وحدة المسلمين , فبدونها لا يقوم لهم ذكر ولا شأن ولا حياة , ولن تنمو لهم قوةٌ أذا لم يعطوا هذا البيت قيمتهُ الحقيقية , وإعطاء شعائرهُ إبعادها الأنسانية العامة , قال تعالى في سورة الحج 32 ( ومن يُعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) فكل إنسان مسلم في العالم , يستطيع عبادة الله الواحد والصلاة لهُ دون الخوف من أحد , ويتوجه إليها ويقصدها المؤمنون من كل بلاد العالم , ليجدوا فيها الأمن والسلام المفقودين بين شعوب الأرض , قال تعالى في سورة العنكبوت 67 ( أولم يروْا أنّـا جعلنا حرماً آمناً ويتخطّف الناس من حولهم ) وقال في سورة القصص 57 ( أولم نمكّن لهم حُرماً آمناً يُجبى إليه ثمرات كل شئ رزقاً من لدُنّـا ) وقال في سورة آل عمران 97 ( ومنْ دخلهُ كان آمناً ) ولهذا أصبحت مكة مركزاً للثقافات العالمية المتنوعة , حيث يحجّ المسلمون إليها من كل بلاد العالم على أختلاف أجناسهم , فهي أهم مركز ديني عالمي .
الموضوع الهام الآخر .. دوماً إذا وضعنا خارطة جغرافيه وأبرة مغناطيسية .. نجد هنالك زاوية تسمى [ زاوية الأنحراف ] بين خط الطول الجغرافي وبين خط الزوال المغناطيسي .
في كل بقاع الارض تُميل الزاوية بحوالي [ 8 ] درجات تقريباً , حتى في غرينتش تُميل نحو الغرب عن خط الزوال المغناطيسي , إلّا في مكة .. ينطبق خط الطول الجغرافي مع خط الزوال المغناطيسي [ للبويصلة المغناطيسية ] .
ولهذا تُـعتبر مكة اسلمُ للتوقيت بكثير من استخدام توقيت غرينتش .
والله أعلم
الموضوع منقول من ألأخ Abo Joseph
·
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }