السبت، 9 فبراير 2013

صوره للصخره التي يعتقد انه خرجت منها ناقة النبي صالح





صورة بالأقمار الصناعي للصخرة التي يعتقد انه خرجت منها ناقة نبي الله صالح 

فقد جاء في تفاسير القرآن الكريم من أن الناقة التي أرسلها الله سبحانه وتعالى كآية إلى قوم ثمود قد خرجت من صخرة عظيمة تقع منفلردة في ناحية الحجر. وقد ذكر المفسرون أن ثمود اجتمعوا يوماً في ناديهم فجاءهم رسول الله صالح فدعاهم إلى الله وذكرهم وحذرهم ووعظهم وأمرهم فقالوا له: إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة - وأشاروا إلى صخرة هناك - ناقة من صفتها كيت وكيت وذكروا أوصافاً سموها ونعتوها وتعنتوا فيها، وأن تكون عشراء، طويلة من صفتها كذا وكذا فقال لهم النبي صالح عليه السلام: أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم على الوجه الذي طلبتم أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوني فيما أرسلت به؟ قالوا: نعم. فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك. ثم قام إلى مصلاه فصلى لله عز وجل ما قدر له ثم دعا ربه عز وجل أن يجيبهم إلى ما طلبوا فأمر الله عز وجل تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء على الوجه المطلوب الذي طلبوا أو على الصفة التي نعتوا فلما عاينوها كذلك رأوا أمراً عظيماً ومنظراً هائلاً وقدرة باهرة ودليلاً قاطعاً وبرهاناً ساطعاً فآمن كثير منهم واستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهم وعنادهم. 
وقد يسأل سائل عن المصدر الذي استقى منه المفسرون هذه الروايات عن مواصفات الصخرة وكذلك الناقة والطريقة التي عقرت بها وحتى أسماء الأشخاص الذين تآمروا على قتلها. والجواب على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قص على أصحابه كثيرا من تفصيلات قصة صالح عليه السلام مع قومه عند مروره بالحجر في طريقه إلى تبوك وقد حفظها من حفظها ونسيها من نسيها. فقد روى أبو الزبير عن جابر قال : لما نزلنا الحجر فغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك ، قال : « أَيُّهَا النَّاسُ لاَ تَسْأَلُوا عَن هَذِهِ الآياتِ [ هؤلاء ] قَوْمُ صَالِحٍ سَأَلُوا نَبِيَّهُم أَن يَبْعَثَ اللَّهُ لَهُم آيَةً ، فَبَعَثَ اللَّهُ لَهُم نَاقَةً فَكَانَتْ تَرِدُ مِن ذَلَكِ الفَجَ فَتَشْرَبُ مَاءَهُم يَوْمَ وُرُودِهَا وَيَحْلِبُونَ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْهَا يَوْمَ غِبِّهَا وَيَصْدِرُونَ عَن ذَلِكَ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَنَبِئّهُمْ أَنَّ الْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُم} » الآية. 
وروى البخاري عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم ألا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا: قد عجنا واستقينا فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي تردها الناقة. 
ويتبين لنا من هذه الأحاديث أنه إذا كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد حدد الفج الذي كانت تدخل منه الناقة والبئر التي كانت تشرب منه فلا يستعبد أن يكون قد حدد الصخرة التي خرجت منها وكذلك بقية التفاصيل المتعلقة بها وقام الصحابة بتداولها كروايات دون نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
أما مواصفات الصخرة فسنستخلصها من كتب التفسير ثم نقوم بمقارنتها بمواصفات الصخور الموجودة في الوادي اعتمادا على صور الجوجل إيرث. فقد جاء في تفسير ابن كثير ما نصه "وفي الصحيح عن ابن عمر أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود، فاستقوا وكانوا هم الذين سألوا صالحاً أن يأتيهم بآية واقترحوا عليه بأن تخرج لهم من صخرة صماء عينوها بأنفسهم وهي صخرة منفردة في ناحية الحجر يقال لها الكاتبة فطلبوا منه أن تخرج لهم منها ناقة عشراء تمخض فأخذ عليهم صالح العهود والمواثيق لئن أجابهم الله إلى سؤالهم وأجابهم إلى طلبتهم ليؤمنن به وليتبعنه فلما أعطوه على ذلك عهودهم ومواثيقهم قام صالح عليه السلام إلى صلاته ودعا الله عز وجل فتحركت تلك الصخرة ثم انصدعت عن ناقة جوفاء وبراء يتحرك جنينها بين جنبيها كما سألوا". وإذا ما دققنا النظر في صورة الجوجل إيرث التالية نلاحظ وجود صخرة عظيمة مغطاة بالسواد تقع منفردة في أعلى يمين الواد. 
وهذه الصخرة من الضخامة بحيث أنها أقرب لئن تكون جبلا صخريا وهي ذات شكل عجيب مما يؤكد على الرواية التي تقول أن ثمود كانت تعبد آصنامها عندها. ويبلغ أقصى طول للصخرة ألف وخمسمائة متر أما أقصى عرض لها فيبلغ 700 متر ويبلغ أقصى ارتفاع لها مائة متر عن الأرض المحيطة بها. وسنسوق الآن الأدلة التي تثبت أن هذه الصخرة هي التي أخرج الله منها الناقة التي أرسلها آية كدليل على صدق سيدنا صالح عليه السلام. 


فأول هذه الأدلة أن الرواية تقول أن اسم هذه الصخرة هي الكاتبة وكما هو معروف فإن الكتابة هي من أعمال اليد وإذا ما تفحصنا شكل الصخرة في الصورة التالية نجد أنها على شكل كف اليد حيث يخرج من الصخرة ما يشبه أصابع اليد. وفي الزمن الحاضر فإن الناس يسمون هذه الصخرة بجبل الحوار حيث أن حوار الناقة قد عاد إليها بعد أن قتلت أمه وغاب فيها بعد أن رغى ثلاث رغيات وهي عدد الأيام التي أمهل بها صالح عليه السلام قومه قبل أن يحل بهم العذاب. أما الدليل الثاني فنستخلصه من قول الرواية أن الصخرة قد تحركت ثم انصدعت عن الناقة وهذا ما تبينه الصورة حيث يظهر أن الصخرة قد أصابها خسف عند أطرافها ويصل مقدار الخسف عند أحد الأطراف ما يقرب من ثمانين مترا. إن خروج ناقة عظيمة الحجم كما ذكرت الروايات من قلب الصخرة لا بد وأن يحدث تشوها في شكل الصخرة مما أدى إلى انهيار جوانبها ليتركها الله عز وجل دليلا على ولادة الناقة من الصخرة. 
والعجيب أنه لا يوجد بين صخور الواد إلا هذه الصخرة وصخرة آخرى على مقربة منها قد أصابها الخسف مما يدل على أن حدثا ما قد أصاب هذه الصخرة وهو خروج الناقة منها. أما الدليل الثالث فهو وجود فوهة بركانية ذات لون أسود على قمة الصخرة وهي على شكل ناقة في حالة الجلوس. ويبلغ طول فوهة البركان ما يقرب من خمسين مترا وعرضها ما يقرب من عشرين مترا. إن وجود فوهة بركانية على مثل هذه الصخرة يثير كثيرا من التساؤلات عسى أن يجيب عليها الأخوة المختصون في علوم الجيولوجيا. فالصخرة رغم كبر حجمها إلا أنها من غير السهل أن تتحمل ثورة بركانية دون أن تتفتت من قوة الانفجار. أما التساؤل الثاني فهو أن حدود فوهة البركان واضحة تمام الوضوح ولها شكل هندسي عجيب وهو على غير أشكال الفوهات المعهودة كالدائرية والبيضاوية. 
وأما التساؤل الثالث فهو غياب الحمم البركانية من حول الفوهة مما يعني أن البركان قد ثار لفترة زمنية فصيرة وبقوة رهيبة دفعت بحممه بعيدا عن المنطقة المحيطة به. وسأعرض هنا الطريقة التي عوقب بها قوم صالح بعد أن كذبوا صالح وقاموا بقتل الناقة فقد تساعد على الإجابة على هذه التساؤلات. فقد ورد في القرآن الكريم أن القوم قد عذبوا بالرجفة والصيحة وذلك في قوله تعالى "وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)" هود وقوله تعالى "فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)" الأعراف. 
وجاء في تفسير ابن كثير ما نصه في تفسير هذه الآيات "وأصبح ثمود يوم الخميس وهو اليوم الأول من أيام النظرة ووجوههم مصفرة كما وعدهم صالح عليه السلام, وأصبحوا في اليوم الثاني من أيام التأجيل وهو يوم الجمعة ووجوههم محمرة, وأصبحوا في اليوم الثالث من أيام المتاع وهو يوم السبت ووجوههم مسودة, فلما أصبحوا من يوم الأحد وقد تحنطوا وقعدوا ينتظرون نقمة الله وعذابه عياذاً بالله من ذلك لا يدرون ماذا يفعل بهم ولا كيف يأتيهم العذاب, وأشرقت الشمس جاءتهم صيحة من السماء ورجفة شديدة من أسفل منهم, ففاضت الأرواح وزهقت النفوس في ساعة واحدة". وكما هو معروف فإن ثورات البراكين يسبقها غالبا زلازل وهذا ما حدث في منطقة الحجر فقد بدأت الأرض بالتزلزل بشدة ثم ثارت البراكين من ثلاث مواقع وهي قمم جبلين يقعان غرب مدائن صالح ومن الصخرة التي خرجت منها الناقة كما هو واضح من صورة الجوجل إيرث. وكما ذكرنا سابقا فإن غياب الحمم البركانية حول فوهات البراكين الثلاث يؤكد على أنها ثارت لفترة زمنية قصيرة جدا ولكن بشدة عالية جدا أحدثت صوت انفجار هائل قطع قلوب القوم فماتوا لتوهم. إن هذا النوع من البراكين يسمى بالبركان الراشق (spatter volcanoe) حيث أن معظم ما يخرج منه من مواد تتكون من غازات مختلفة كبخار الماء وثاني أكسيد الكربون وعادة ما يتكون حواف بارزة حول حافة البركان كما هو ظاهر في الصور. 
ويتبين من الصورة الأخيرة كيف أن الفوهة البركانية التي تقع على الجبل الذي يبعد كيلومتر ونصف إلى الغرب من الصخرة لها نفس مواصفات الفوهة البركانية الموجودة على الصخرة مما يؤكد أنهما حدثتا في نفس الوقت ويؤكد كذلك على قوة ضغط الغازات المحبوسة بحيث أنها تفجرت في ثلاث مواقع متقاربة لا تتجاوز عدة كيلومترات. أما ما يثير العجب فهو وجود البركان على هذه الصخرة التي خرجت منها الناقة رغم وجود بركان كبير في الجبل المجاور كان بإمكانه أن يحول دون ظهور يركان الصخرة ولكن الله أراد أن يري الناس عجائب قدرته فانبجس البركان من نفس المكان الذي خرجت منه الناقة حيث أن خروج الناقة من قلب الصخرة سبب ضعفا في قشرتها مما أدى إلى خروج جزء من الغازات المحبوسة منها محدثة صوتا مدويا لا يمكن لبشر أن يتحمله وصدق الله العظيم القائل "إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)" القمر. 





المراجع 
1- .القرآن الكريم 
2- تفاسير ابن كثير والطبري والقرطبي 
3- جوجل إيرث 


الدكتور منصور أبوشريعة العبادي 
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردني

الجمعة، 8 فبراير 2013

الفضائح


من ستر على مؤمن ستر الله عليه في الدنيا والآخرة.

وليست هناك أسوة في الدنيا أفضل من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، الذي قال لرجل فضائحي أتاه ليخبره عن فعلة مشينة اقترفها أحدهم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنه يقرّعه: هّلا سترت عليه، وكررها ثلاث مرات وملامح الغضب كانت بادية على وجهه الكريم.
وهناك فئة من الناس لا هم لها غير التلذذ بالحديث عن فضائح الآخرين، ولو أنك (بحثت) في تفاصيل حياتهم لوجدت الخزي الذي يندى له الجبين.

كلنا يخطئ وأفضلنا هو من يتوب، 
وإليكم هذه الواقعة التي تحدثت بها كتب التراث:

قال أحمد بن مهدي: جاءتني امرأة ببغداد، ليلة من الليالي، فذكرت أنها من بنات الناس، وقالت: أسألك بالله أن تسترني، فقلت: وما محنتك؟!، قالت أكرهت على نفسي ـ أي يبدو أنها اغتصبت، وأنا الآن حامل، وبما أنني أتوقع منك الخير والمعروف، فقد ذكرت لكل من يعرفني أنك زوجي، وأن ما بي من حمل إنما هو منك فأرجوك لا تفضحني، استرني سترك الله عز وجل. 

سمعت كلامها وسكت عنها، ثم مضت. 

وبعد فترة وضعت مولوداً، وإذ بي أفاجأ بإمام المسجد يأتي إلى داري ومعه مجموعة من الجيران يهنئونني ويباركون لي بالمولود. 

فأظهرت لهم الفرح والتهلل، ودخلت حجرتي وأتيت بمائة درهم وأعطيتها للإمام قائلا: أنت تعرف أنني قد طلقت تلك المرأة، غير أنني ملزم بالنفقة على المولود، وهذه المائة أرجوك أن تعطيها للأم لكي تصرف على ابنها، هي عادة سوف أتكفل بها مع مطلع كل شهر وأنتم شهود على ذلك. واستمررت على هذا المنوال بدون أن أرى المرأة ومولودها.

وبعدما يقارب من عامين توفي المولود، فجاءني الناس يعزونني، فكنت اظهر لهم التسليم بقضاء الله وقدره، ويعلم الله أن حزناً عظيماً قد تملكني لأنني تخيلت المصيبة التي حلت بتلك الأم المنكوبة. 

وفي ليلة من الليالي، وإذ بباب داري يقرع، وعندما فتحت الباب، إذ بي أفاجأ بتلك المرأة ومعها صرة ممتلئة بالدراهم، وقالت لي وهي تبكي: 

هذه هي الدراهم التي كنت تبعثها لي كل شهر مع إمام المسجد، سترك الله كما سترتني. حاولت أن أرجعها لها غير أنها رفضت، ومضت في حال سبيلها. 

وما هي إلاّ سنة وإذ بها تتزوج من رجل مقتدر وصاحب فضل، أشركني معه في تجارته وفتح الله عليّ بعدها أبواب الرزق من حيث لا أحتسب. 

إنها واقعة ليست فيها ذرة من الخيال، بقدر ما فيها الشيء الكثير من الشهامة والرجولة كذلك. 

فماذا أنتم فاعلون يا أصحاب الفضائح؟! 


منقول

الخميس، 7 فبراير 2013

الالوان في القران


الألـوان فـي الـقـرآن ( أُغشِيت وجوهُهُم قِطعاً من الّليل مُظلِماً ) 



ذكر القرآن الكريم العـديد من الألـوان ضمن آياتهِ ، حيث للألوان تأثير كبير على نفسية الأنسان وطاقته العصيبة , وحتى وقايته من بعض الأمراض . 
وأول الألوان التي ذكرهـا القرآن هو اللّون الأصـفر الفاقـع , حيث توضح الآية الكريمة 69 من سورة البقرة , أن هذا اللون يبعث السرور في نفس الناظر ( إنّـها بقـرةٌ صـفراء فـاقعٌ لـونهـا تسـرّ النـاظرين ) . 
وفي سورة فاطر 27 ورد ذكر ثلاثة ألوان للجبال ( ومِـنَ الجـبال جُـدَدٌ بيـضٌ وحُـمْـرٌ مُـختلـفٌ ألـوانه وغـرابيبُ سـود ) وتدل هذه الآية على أن اللون الأبيض مختلف ألوانه , لأن اللون الأبيض هو فعلاً لون مركب من ألوان الطيف السبعة , وهي [ البنفسجي ، النيلي ، الأزرق ، الأخضر ، الأصفر ، البرتقالي ، الأحمر ] . 
أما عندما ذكر اللون الأسود لم يقل مختلف ألوانه .. لأن اللون الأسود فيزيائياً لا يتألف من ألوان الطيف المركبة , بل قال (غرابيب سود ) . 
والغرابيب هي جمع كلمة [ غربيب ] وهو اللون الأسود فقط , وغير مركب من ألوان أخرى , لذلك يـُقال [ أسود غربيب ] ولهذا سـُمَـي الغراب بهذا الأسم , لأن لونهُ أسود غرْبيب . 
والألـوان لهـا تأثـيرٌ كبيرٌ على نفسـيّة الإنسـان وشـفائهِ من بعض الأمـراض ، حيث لكلّ لون تأثيرٌ مُـعيّن على هالة [ شـكرة ] من شَـكرات الطـاقة في جسـم الإنسـان , وإذا طبقنا ألوان الطيف السبعة على جسم الإنسان بدءاً من أعلى الرأس وحتى نهاية العمود الفقري .. نجد أن كل لون لهُ تأثير على المنطقة المقابلة لهُ من الجسم , وتتوافق مع فتحات الطاقة ( الشكرات ) الموزعة على جسم الإنسان . 
حيث يحيط جسم الانسان .. جسم اثيري , على شكل هالة ملونه , هي الجسم البلازمي , يظهر عليه المرض ما قبل الجسم الداخلي . 
هذه الهالة إذا كانت محيطه بالجسم المادي بشكل تام وبدون انقطاع فهي دليل الصحة . 
أما اذا كانت غير مستمرة .. فتدل على المرض [ أي مكان انقطاعها ] . 
فالأمراض تظهر على الجسم الأثيري .. قبل الجسم المادي . 
وقد أخترع العالم [ سيئمون كيربليان ] كامرة خاصة لتصوير هذا الطيف وهذه الهالة المحيطة لجسم الأنسان بالالوان . 
فاللون البنفسجي : وهو أعلى ألوان الطيف .. يؤثر على أعلى الرأس والدماغ ومركز التفكير في مقدمة الدماغ بشكل خاص , ويدل على التطور الروحاني والنفسي . 
ومن خلال هذا الجهاز .. صورنا مجموعة كريمة من السادة المصلين اثناء رصّ الصفوف , فأعطانا هالة بنفسجية رائعة , لذلك قال صلى الله عليه وسلم صلاة في الحديث الشريف : [ أن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة ] لماذا ؟ 
في صلاة الجماعة , حيث رصّ صفوف المُصلّين .. تتحد الألوان لتعطي اللون البنفسجي , ويرتفع مستوى الطاقة الكلية للمصلين الى 27 ضعفاً , علماً أن الهدوء والاسترخاء اثناء الصلاة وبعدها يولَد طاقات جديدة , دون صرف الطاقة الموجودة . 
وعند السجود .. تضع الناصية [ مركز البصيرة والتفكير ] بين يدي الله , علماً ان الدماغ هو قناة التواصل مع العقل , وليس مكان وجود العقل , فالدماغ هو الكومبيوتر , بينما العقل هو البرنامج . 
أما اللونان النيلي والأزرق : فيؤثران على منطقة الوجه , والعنق , وخاصة الغدة الدرقية , قال تعالى في سورة طه 102(ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً ) . 
وأما اللون الأخضر : فيؤثر على منطقة الصدر , وهو اللون الذي يشرح الصدر , فأذا زاد هذا اللون يعطي حالة من التسامح لدى الأنسان , وهو لون مفروشات الجنة كما جاء في سورة الرحمن 76 ( متكئين على رفرف خضر ) وهو لباس أهل الجنة أيضاً لقوله في سورة الإنسان 21 (عاليهم ثياب سندس خضر ) . 
وأما اللون الأصفر : فيدل على أنانية الأنسان بشكل مفرط , وهو يؤثر على منطقة المعدة , والعصارات الصفراء , وتفيد الفواكه والأطعمة ذات اللون الأصفر في علاج هذه المنطقة . 
وأما اللون البرتقالي : فيؤثر على منطقة الأمعاء , وتعالج الفواكه ذات اللون البرتقالي تشنجات القولون والأمعاء . 
وأما اللون الأحمر : فيؤثر على منطقة الحوض وأسفل العمود الفقري , ويعطي الغضب والأنتقام . 
وعندنا اللون الوردي الذي إذا زاد حول الأنسان يدل على الحب العذري , أما اللون الذهبي .. فيعطي النشاط العقلي . 
وطلب القرآن صراحة النظر إلى ألوان الفواكه والثمار , قال تعالى في سورة فاطر 27 ( أخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها ) وخاصة إلى ألوان ثمار معينة , مثل ثمار النخيل والعنب والزيتون والرمان , فقال في سورة الأنعام 99 ( ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه ) . 
فألوان هذه الثمار لها تأثير إيجابي على نفسية الإنسان , وهدوء أعصابهِ , وهذا ما نراهُ عندما نعيش في بيئة زراعيه مليئة بهذه الفواكه والأشجار والنخيل , إضافة للفوائد الطبية الناتجة عن تناولها . 
والألوان لها تأثير أساسي على الطاقة داخل جسم الإنسان الذي يحتوي خلاصة كل أنواع الطاقات [ الخيـَرة .. والشريرة ] ولكل كائن بشري مستوى من الطاقات يخصَهُ وحدهُ مصداقاً لما جاء في سورة البقرة 286 ( ربّنا ولا تحمّلنا ما لاطاقة لنا به ) . 
فالنفـس الأمّـارة بالسـوء : تحوي كلّ النظُم التي تتـلاءم مـع الطـاقات الشـيطانيّة الشـرّيرة . 
والنفـس اللّـوّامـة : تحتـوي كلّ النُظُم التي تتـلاءم مع الطـاقات المـلائكيّة والخـيّرة . 
ويـوجـد في نفس كلّ كائن بشـريّ [ طـاقة إلـهيّـة ] تـدعوهُ لـطريق الـرحمن ، قال تعالى في سورة السجدة 9 ( ونفـخَ فـيه مـن روحـه ) . 
وقال في سورة الحجر 29 ( نفخْـت فـيه مـن روحـي ) فوجْـه الإنسـان هو [ مـرآة ] للطـاقات التي بـداخـله من خلال ألوانهُ ، قال تعالى في سورة محمد 30 ( فـلَـعـرفْتهمْ بسـيماهُم ) . 
فالطاقة [ الزهرية ] هي طاقة روحانية مباركة , تخص الملائكة والرسل الكرام وحتى آل بيتهم . 
أما الطاقة [ البنفسجية ] فهي طاقة الخلق والإبداع , وتؤثر على منطقة التفكير , وهي سر جاذبية الإنسان , ويقويها تناول العسل , فقال تعالى في سورة النحل 69 ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) . 
والطاقة [ البيضاء ] هي طاقة الحيوية والحب والأمل والحنان . 
بينما الطاقة [ الحمراء ] هي طاقة الغضب والعدوان وإثارة الغرائز والأمراض العصبية . 
والطاقة [ السوداء ] هي طاقة الحقد والكراهية والمكر والخداع , وتؤثر في الوجه , قال تعالى في سورة يونس 27 ( أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً ) . 
والطاقة [ الصفراء ] هي طاقة العجز والركود والعدم , والوجه الأصفر دليل وجود خلل في طاقات الجسم . 
والأهم ما في الأمر أن الغضب هو مفتاح جميع الطاقات السلبية الضارة للجسم , لذلك كرر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وصية في حديثه بأن [ لا تغضب .. لا تغضب .. لا تغضب ] . 
فعلى الإنسـان أنْ لا [ يسـتوقد ] نـار الحقـد والبغضاء والكراهيّة والحسد ، لكي لا تـذْهب نــور الطـاقة الإيجـابيّة ، قال تعالى في سورة البقرة 17 ( كـمَثَل الـذي اسْـتوقَدَ نـاراً فلـمّـا أضـاءتْ مـا حـولـه ذَهَـب اللـه بنـورهـم ) فهنا لم يقل أوقد .. بل قال ( أستوقد ) وفي اللغة العربية هنالك فرق بين أوقد .. وأستوقد , كيف ؟ 
يقول فرعون في سورة القصص 38 ( فأوقد لي يا هامان على الطين ) أي : أشعل . 
أما أستوقد .. فهو الذي يجلب الحسد إليه , لكي يستوقد النار [ نار الضغينة والكراهية ] لذلك تقول الآية بعدها ( فلما أضاءت ما حولهُ ) وظن نفسهُ أنهُ تملّك منهُ الحسد ( ذهب الله بنورهم ) بطاقتهم الأيجابيه كاملةً وتركهم في ظلمات . 
وكظم الغيظ أثناء الغضب هو سر الاحتفاظ بجميع الطاقات الإيجابية في الجسم , فقال في سورة آل عمران 134 ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) . 
وثقافة التسامح تعطي الإنسان الكمال في الطاقة الإيجابية كما جاء في سورة الشورى 43 ( ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور ) . 
فالأمل كل الأمل أن تنتشر [ ثقافة التسامح ] والعفو بين أبناء المجتمع , لتعم السعادة والفرحة , فكل هذا من رحمة الله بنا لأنهُ قال في سورة يونس 28 ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) .

والله أعلم 

الأربعاء، 6 فبراير 2013

المتخاصمون في مصالح الدنيا




الـمُـتـخـاصـمـون ( ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّهُ ) . 





هنالك صنف من الناس يتبعون إبليس بالتخاصم فيما بينهُم بغير الله من أجل مصالح الدنيا , قال تعالى في سورة المائدة 91 ( إنّما يُريد الشيطان أنّ يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمرِ والميسرِ ) .
والخمر هو كل أنواع المُسكرات . 
أما الميسر .. هو الرهانات والقِمار إلى آخرهِ . 
يقول تعالى في سورة المائدة 90 ( إنّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رِجسٌ من عمل الشيطان فأجتنبوهُ ) وهنا وردت كلمة [ رجس ] بحرف السين , وهي أختلاط الأمور على الإنسان , وليس [ رجز ] بحرف الزاء , التي تعني الكسل والملل والتعب كما جاءت في سورة المدثر 5 ( والرّجز فأهجر ) . 
لذلك يقول تعالى عن أزواج النبيّ صلى الله عليهِ وسلم في سورة الأحزاب 33 ( إنّما يُريد الله ليُذهب عنكُم الرجس أهل البيت ويُطهّركُم تطهيراً ) أي : من بعد ان أعطاهُنّ تفاصيل حياة معيشتُهُنّ كأزواج للنبيّ عليهِ الصلاة والسلام .. أراد بذلك أبعاد [ الرجس ] عنهنّ , أي أبعاد أختلاط الأمور , لكي لا يوقعوا في الشبهات والأقاويل .
وقد حقّق إبليس أهدافه في خِصام ما حصل مثلاً مع سُكان سـبأ من العرب العاربة [ القحطانيون القُدماء ] حينما أوضح القرآن في سورة سبأ 19 ( فقالوا ربّنا باعد بين أسفارِنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهُم كل مُمزّقٍ إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبارٍ شكورٍ * ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّهُ فأتّبعوهُ إلّا فريقٌ من المؤمنين ) صدّق .. بحرف الدال المُشدّدة , أي : حقّق أهدافهُ , وليس صدق بمعنى أصدق .
ويؤدي هذا الصنف إلى مرحلة الحيرة في أمور الدين , ومن ثم الدُنيا , فيكونوا مُذبذبين , لا إلى هؤلاء .. ولا إلى هؤلاء , قال تعالى في سورة الأنعام 71 ( كالذي أستهوتهُ الشياطين في الأرض حيران ) .
فهُم غير مُستقرين , خائفين , يقول تعالى عنهُم في سورة الفتح 11 ( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ) لأنهُم متخبطين على عشواء , قال تعالى في سورة التوبة 45 ( فهُم في ريبهم يتردّدون ) مُنكرين حتى ذاتهُم , قال تعالى في سورة التوبة 56 ( ويحلفون بالله إنّهم لمِنكُم وما هم منكم ولكِنّهُم قومٌ يفرقون ) على غير هدىً .

والله أعلم 

حال المسلمين اليوم




حـال الـمُـسـلـمـيـن الـيـوم ( فـهمْ فـي أمْـرٍ مـريْـج ) . 

كلمة [ مرْج ] من الخلائط , نقول : هنالك هرجٌ ومرج . 
وقد خلق الله الجنّ .. من خلائط بعض أنواع النار , لذلك قال في سورة الرحمن 15 ( وخلق الجانّ من مّارجٍ من نارٍ ) وفي آية 27 من سورة الحجر , يقول ( من نار السّموم ) والسموم : هو نهاية لهب النار من الأعلى , ويكون أشد مناطق اللهب حرارة .
وقد وردت كلمة [ مرْج ] مرّتين في القرآن الكريم , في سورة الرحمن 19 ( مرْج البحرين يلتقيان * بينهما برزخٌ لا يبغيان ) . 
وقال أيضاً في سورة الفرقان 53 ( وهـو الذي مـرْج البحرينِ هذا عذبٌ فراتٌ وهذا مِلحٌ اُجاجٌ وجعل بينهمـا برزخـاً ) والبرزخ : هو حاجز خفيف , يفصل بين الماء العذب .. والماء المالح , قال تعالى في سورة فاطر 12 ( وما يستوي البحرانِ هذا عذبٌ فراتٌ سائِغٌ شرابهُ وهذا مِلحٌ اُجاجٌ ) . 
وجاءت كلمة [ المـرجـان ] في سورة الرحمن 22 ( يخرج منهُما اللؤلؤ والمرجان ) بعد الآية التي قالت [ مرْج ] لأن فيهِ طاقة برزخيّة إضافية , لكونهُ ينتج من مرج البحرين . 
ونلاحـظ أنّ [ المَـرْج ] دومـاً فيهِ حـواجز [ برزخ ] وعـدم إندمـاج . 
ومع الأسف .. نُلاحظ أنّ المسلمون اليوم قال تعالى عنهم في سورة ق 5 ( فهمْ في أمْرٍ مريْجٍ ) أي : ضاعت عليهم الأمور , وأختلطت , كيف ؟ 
مع أنّهـم من جنس واحـد , ويلتقون في وطن واحـد ، ويجمعهـم لسانٌ واحـد ، ودينٌ واحـد ، وقرآن واحد , مع ذلك .. نجـد بينهـم الحواجز [ البرزخ ] كما وصف الله تعالى البحرين في سورة الفرقان 53 ( وحِجْـراً محجـوراً ) . 
يُكفّرون مَـنْ يشـاؤون ، ويلعنـون مَـنْ يكرهون ، كلٌّ منهـم يُقـرّر [ الفتوى والتقوى ] منْ وجْهة نظرهُ وحدهُ , مصداقاً لما جاء في سورة طه 135 ( كـلٌّ مُـتربّصٌ ) . 
لذلك منع الله عنهـم فهـم القرآن الكريم , ولـو قرؤوه آلاف المـرّات ، لقولـه تعالى صراحـةً في سورة الزخرف 5 ( أَفَـنضْـرِبُ عنـكُـمُ الـذكْـر صـفـحاً أنْ كـنتـمْ قـومـاً مُسـرفين ) .

والله أعلم
Source : http://fr3st.blogspot.com/2012/05/add-shareaholic-sassy-bookmarks-to.html#ixzz1vjUMqRHf